اتهامات وانقسامات في وسط جو من التظاهرات

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 10/06/2010

اتهامات وانقسامات في وسط جو من التظاهرات

كتابات - سامر الجوهر

منقول : http://www.kitabat.com/i72382.htm

تحت حرارة الصيف المحرقة وتصاعد وتردي الخدمات خرج أبناء العراق ليتظاهروا ويحتجوا ويدفعوا ثمن خطأهم الذي ارتكبوه حينما خرجوا بكل قواهم ليضعوا أصابعهم في الحبر البنفسجي ويدعموا المالكي وحكومته الخائبة والحكيم وزمرته بالانتخابات السابقة التي جرّت على العراق والعراقيين بأسرع وقت كل الويلات والآهات التي كسرت اضلع أبناء بلدنا الحبيب .

وكان الحزن واضح عندهم مشوب بندامة خجولة معبرة عن غدر قام به من عاهدهم وواعدهم قبيل الانتخابات حتى يسيروا افواجا لبيعته , فخرجت الحشود الثائرة معبرة عن رفض كل الوان التخدير التي استخدمها الحكام طوال سنين عجاف ووعود باهتة لا نصيب لها من الواقع اعتادوا عليها وعرفوها حق معرفتها في أقسى أيام حياتهم التي قضت ولم يبق منها إلا الأيام القلائل بين كذب ونفاق الحكومات وبين رصاصات الحمقى وسياط الجلادين الأوغاد .

تعالت صيحاتهم الحزينة مطالبة بحقوقها وحملوا أرواحهم المظلومة على اكفهم وجباههم تسيل عرقا وقلوبهم تخفق بألم وحسرة تتصاعد أنفاسهم ضائقة صدورهم مما يرون من الكوارث والمأساة التي صُبت عليهم من عملاء دخلاء أجادوا مسلسل الولاء للوطن والشعب بكل جدارة وشطارة وكذب ودجل , لكن كانت رصاصات الخسة والجبن تنتظر تلك الصدور الطاهرة والأنفس البريئة لتجتاز وتقطّع كل خيوط والمحبة والوئام التي ترعرعت في تلك القلوب السليمة النظيفة , كأني اسمع قهقهة تلك الرصاصات عندما وجّهت الى أولئك الرجال والشبان , كأني اسمع همهمة تلك الرصاصات وهي تترجم لي حقارة رئيسها وقائدها غير مبالية بتلك الصيحات وغير مكترثة بتلك الآهات ...

آهات العراقيين ازدادت عندما تسلط كل أبناء الائتلاف العراقي الموحد سابقا والتحالف الوطني حاليا بسبب قساوة ما تحمل قلوب تلك الذئاب التي باتت تقطر نفاقاً وتصدأ كذباً محاولة منهم لإقناع المجتمع من أنهم وطنيون شرفاء حريصون على حفظ العراق وراحة أهله لكن سرعان ما اختلفوا وتشظوا بانت اختلافاتهم في تحالفهم الأخير المزعوم المكلف بتشكيل الحكومة وبرزت أنيابهم الحادة فيما بينهم لكل عاقل لبيب وان كانوا يريدون ان يعتموا على تفرقتهم وتمزيق تحالفهم لكن لم ولن يستطيعوا وذلك التمزيق واضح من خلال تحريك البدريين وحلفاءهم لأجندتهم لتسييس المظاهرات المطالبة بحقوق الشعب وجعلها أول حربة تخترق أضلع المالكي , إضافة الى تصريحات المالكي في مؤتمره الصحفي الأخير الذي قال فيه (ان وراء التظاهرات أجندة سياسية ...) متهما بها رؤوس الائتلاف الوطني .

كما عبر عمار الحكيم عن رفضه المطلق تسمية المظاهرات المطالبة بحقوق الجماهير بأعمال شغب وتخريب واتهام الاحزاب السياسية بالوقوف وراءها مؤكدا على انها مظاهرات شعبية منتفضة بإرادة الجماهير دون تدخل الأحزاب فيها , ردا منه على اتهام المالكي لرموز الائتلاف الوطني بتسييس الاحتجاجات لصالحهم وضد حكومة الأخير.

أما حامد الخضري محافظ القادسية سابقا وعضو الائتلاف الوطني وقيادي في المجلس الأعلى شن هجوما شرساً على نوري المالكي متهما اياه من على قناة الشرقية (انه لم يقدم أي تطبيق واقعي لتحسين الخدمات في العراق طيلة فترة رئاسة وزراءه ...) محملا المالكي كل التقصير في ذلك مستفهما عن الأموال التي صُرفت لوزير الكهرباء "كريم وحيد" القيادي في ائتلاف دولة القانون البالغ قدرها "17000000"دولار مقابل تحسين خدمة الكهرباء !!

إضافة إلى رفض التيار الصدري لترشيح نوري المالكي لولاية ثانية يحكم بها البلاد والعباد وإصرار الأخير على انفراده في الترشيح مستندا على الأكثرية النيابية التي حصلت عليها قائمته في الانتخابات قياسا بالكتلة العدوة الصديقة له !

فأكيد هذا كله كاشف عن انقسامات كبيرة بانت في التحالف الوطني الشيعي وتمزيق واضح بين كتلتيه وهذا كله يرجع سلبا على الجماهير وخدماتهم والانحلال الامني الذي سيؤدي الى الموت الفظيع والانتهاك الصارخ أكثر مما رآه العراقيون في أعينهم في الفترات السابقة والضحية الحقيقية في كل هذا التصارع والاستغفال هو الشعب المسكين الذي قدم ما قدم من اجل تسلط هؤلاء الذئاب المفترسة بلحم شعبنا المحتار .

أما مسألة الكهرباء التي أصبحت من الأساسيات التي ثار من اجلها الثوار الشغل الشاغل لرئاسة الوزراء والسلاح الفتاك بيد الحكيمية والفضيلة ومن سار بركبهم ضد دولة القانون , حيث أن نوري المالكي اجرى اجتماعات سرية مع وزير الكهرباء وقدم له ملايين الدولارات من اجل استقالته مضحيا به مقابل بقاءه على كرسي رئاسة الوزراء هذا من جانب .
ومن جانب اخر الاستقالة انصبت مع مصلحة الوزير لأنها تجعله يسد باب الاستجواب خلفه وتعطيه الحق في الجلوس على كرسي برلماني ممكن فقده فيما اذا بقى وزيرا للكهرباء بعد انعقاد جلسة برلمانية للأعضاء الجدد .

واتت الاستقالة من قبل وزير المالكي من اجل امتصاص غضب الجماهير العراقية وهي تمثل الخطوة الثانية بعد الخطوة الاولى التي قال فيها المالكي ان الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت إنما هي أعمال شغب وتخريب , اما الخطوة الثالثة بعد الخطوة الثانية (استقالة الوزير) هي توجيهات ارسلها المالكي لمجالس محافظاته تنص على الخروج بمظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطن العراقي من قبل الحكومات المحلية !! والشعب في دوامة مرة يخرجه البدرييون ضد المالكيين ومرة يخرجه المالكيون ضد الحكيميين !! مستغلين حاجتهم لتوفير لقمة العيش والخدمات بصورة عامة والكهرباء بصورة خاصة .
ولا اعرف هل المالكي وجهة مجالسه للخروج ضد الشعب ؟؟
لأنه يطالب بتحسين الخدمات ولا اعرف يطلب من من التحسين هل من الشعب ؟؟
ويرى أن تحسين الخدمات وتوفرها هو من عمل ومختصات الجماهير ؟؟
وهل نسوا أطراف الائتلاف الوطني انهم اكثرية في البرلمان ويمثلون ضلعا قويا في حكومة المالكي ؟؟

ووصف نوري المالكي وزيره بـ " بالكفوء " ولا اعرف هل ان الوزير الذي سرق 17000000مليار دولار مدعيا إنها تقابل تحسين الكهرباء كذبا وزورا يكون كفوءً في نظر المالكي !؟؟

وإذا كان الوزير كفوءً ولا يحمله وزر الخلل فالشعب يسأل اين الخلل ؟؟
هل الخلل في رئيس الوزراء الذي صرح قبل عامين وقال ان الكهرباء في السنتين القادمتين ستعمل "14" ساعة في اليوم نقلاً عن عضو البرلمان مثال الالوسي من على شاشة الشرقية !!؟

أم الخلل في مفهوم الكهرباء !؟؟
أم الخلل في الأعمدة الناقلة للكهرباء !؟؟
ام في الاسلاك الموصلة للكهرباء !؟؟
ام في الناس التي تريد توفير الكهرباء !؟؟

لا اعلم هل هي حزورة أم أنها آخر نكتة نسمعها من رئيس الوزراء ؟
على كل حال فمسألة استقالة رئيس الوزراء ماذا تنفع الشعب ؟
هل ستجلب لهم الكهرباء ؟
ام تجلب لهم الأمن والأمان ؟
ام تجلب لهم الحصة التموينية ؟
ام تقضي على البطالة المميتة للشباب ؟
ام ترجع أباء اليتامى وأزواج الأرامل ؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون