كل العصور أنا ... فكأنما
عمري ملايين من السنواتِ ...
تعبت من السفر الطويل حقائبي
و تعبت من خيلي و من غزواتي ...
***
لم أحظ يوماً بشرف لقاء محمود حمزة أو معرفته .. كما لم يعرفني أو يراني أو حتى يسمع عني حتى وفاته .. فلماذا أشعر و كأنني عرفته منذ سنوات ؟
ما هذه الهالة الأسطورية التي تلونت في قلبي مثل قوس قزح تنسج و تحكي حكايات جميلة عن هذه اللإبتسامة التي رسمها محمود حمزة يوماً على وجهه ؟
ما هذه الأحاسيس التي لا تستطيع ان تسميها ..
ما هذا الرصيد من العشق الجميل الذي أودعه محمود حمزة في قلبي و قلوبنا جميعاً ؟
ما هذا الطيف الذي يتحرك على وجه القمر .. و أيضاً .. ماهذه الدموع ؟
محمود حمزة أنت لم تمت .. و إن مات جسدك فإن الحب لا يموت .. و إن الذكرى لا تموت ..
اسألني عن زهر البنفسج و عن لون النجوم ..
اسألني عن الأوركيديا و عن الفلامنجو و الزنابق القرمزية ..
هل تموت ؟
و هل أساطير الحب يوماً تموت ؟
لقد علمتني يا محمود كيف أحب .. كيف أعشق و أطلق العنان لعشقي حتى يتوه بين النجوم ..
علمتني أن اسأل عمن أحب و ما أحب حتى في أشد لحظات ألمي و ضعفي ..
و مرضي.
علمتني أن أكتب على ثوب الخريف أن الربيع لا زال يتلألأ ..
و أن النور لم يذق أبداً هزيمة من ظلام ..
و أن الذي يحب .. لا يموت.
عندما كانت تحيطك الدموع و الألم و الأطباء .. لماذا ارتديت ثوب الزمالك ؟
هل هي حالة .. مشاعر .. إحساس ..
أم رسالة من نبض عاشق ؟
لماذا تمنيت أن تعيش حتى ترى الزمالك يرفع الكأس ؟
و كيف كان شعورك وقتها ؟
لماذا تركت ابتسامتك و دموعك و أشياء أخرى لا يمكن وصفها لنا ؟
لقد تركت في قلوبنا ما لا تتركه الكلمات أو يتركه اللقاء ..
برغم صمتك الطويييييل تركت فينا ..
شيء اسمه الحب ..
الآن ..
ارفعوا سيوفكم و رماحكم و أطعنوا في صدر الزمالك المفتوح ..
تصارعوا و تكالبوا من أجل المصالح ..
تشاجروا ..
أوقدوا النار حتى يشتعل الجميع ..
أنظروا لأنفسكم في المرآة و لا تنظروا لما سواها و لا تبالوا ..
اصرخوا بأعلى صوتكم ..
أرقصوا على جثة الزمالك ..
أو تعلموا الحب من محمود حمزة.